كتبت - فاطمة تمراز
شهدت بنجلاديش في الآونة الأخيرة توترات سياسية واجتماعية شديدة أدت في النهاية إلى هروب الشيخة حسينة، رئيسة الوزراء، إلى إسبانيا، تراوحت الأحداث من احتجاجات واسعة النطاق إلى انتهاكات حقوق الإنسان وقمع المعارضة.
أدى ذلك إلى زيادة الضغوط على الحكومة البنغالية، خاصةً بعد الانتخابات المثيرة للجدل والتي شهدت اتهامات بالتزوير والعنف السياسي. في هذا السياق، نتناول تقييمًا شاملاً لشخصية الشيخة حسينة ودورها في السياسة البنغالية.
المولد والنشأة والتعليم
ولدت الشيخة حسينة واجد في 28 سبتمبر بقرية تنوجي بارا جنوب غرب العاصمة البنغالية دكا. هي الابنة الكبرى للشيخ مجيب الرحمن، المؤسس الأول لجمهورية بنغلاديش الشعبية. تلقت تعليمها الابتدائي في قريتها والتحقت بجامعة كاد. تزوجت من الفيزيائي واجد المياه في عام 1968، وحصلت على شهادة الأدب البنغالي في عام 1973.
نشاطها السياسي
نشطت حسينة في السياسة منذ دراستها الجامعية، حيث عملت منسقة سياسية لوالدها خلال سجنه، ثم انتخبت نائب رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة عام 1966. في 15 أغسطس 1975، تم اغتيال والدها وجميع أفراد أسرتها، ونجت هي وأختها لوجودهما في ألمانيا. بقيت في المنفى حتى عادت إلى البلاد في عام 1981 وانتخبت رئيسة لرابطة عوامي، حيث أصبحت مناضلة ديمقراطية، لكنها وقعت تحت الإقامة الجبرية.
null
زعيمة المعارضة
أصبحت حسينة زعيمة المعارضة بعد حصولها على مقعد في البرلمان في عام 1991، وفي أول انتخابات بنغلاديشية لم تحصل على الأغلبية في البرلمان، لكن تمكنت من الفوز على زعيمة حزب القومي البنغالي، خالدة ضياء. رغم التحديات، تولت منصب رئيسة الوزراء في 23 يونيو 1996، وفي انتخابات 2001، حصل حزبها على 60 مقعدًا فقط مقابل 200 مقعد للحزب الوطني البنغالي.
التهمة المدبرة
في أبريل 2007، تعرضت حسينة لتهمة مدبرة بالتحريض على القتل والابتزاز، وتم إيقافها عن عملها واعتقالها في 16 يوليو 2007. في الشهر نفسه، سافرت إلى الولايات المتحدة للعلاج.
العودة للحياة السياسية
عادت حسينة إلى بنغلاديش في 6 نوفمبر 2008، وقادت حزب الرابطة عوامي في الانتخابات في ديسمبر 2008، وتولت منصب رئيسة الوزراء للمرة الثانية في يناير 2009. في انتخابات عام 2014، اكتسح حزب الرابطة عوامي رغم الانتقادات، وتولت للمرة الثالثة رئاسة الوزراء. في عام 2017، استقبلت أكثر من 700 ألف لاجئ من ميانمار المجاورة وقدمت لهم المساعدات.
إخماد المعارضة مجددًا
بدأت المعارضة ضدها مرة أخرى، وقامت الحكومة بإخمادها بشدة. في عام 2023، أعلن الحزب الوطني اعتقال أكثر من 20 ألف من القيادات المعارضة. في انتخابات 30 ديسمبر، حصل حزب الرابطة عوامي على أكبر عدد من المقاعد. رفضت حسينة مطلب الحزب الوطني بإنشاء حكومة مؤقتة، مما أدى إلى تحريض الحزب الوطني الناس على عدم التصويت.
ورغم ذلك، فاز حزبها بـ222 مقعدًا من أصل 300، وتولت رئاسة الوزراء للمرة الخامسة.